"يداي من لونك، لكن، يُخجلني أن أحمل قلبًا أبيض جدًّا" عبارة شكسبير هذه اقتُبس منها عنوان رواية "قلب أبيض جدًا" التي تعود للكاتب والروائي الإسباني الشهير خافيير مارياس، ذلك الروائي البارز الذي كتب روايته الأولى "دوميتو الذئب" وهو في السابع عشر من عمره. له أكثر من اثنتي عشرة رواية، وقد نال (جائزة النقد) عن رواية قلب أبيض جدًّا التي أصدرها عام 1992.
من بداية الرواية أدخلنا مارياس في جو درامي صادم من خلال حادثة انتحار خالة البطل، خوان، وزوجة أبيه في الوقت ذاته في حمام المنزل بعد عودتها من شهر العسل. تبدأ أحداث الرواية الذكية بجملةٍ حماسية على لسان البطل: "لم أشأ أن أعرف، لكنّي عرفت". يسعى خوان إلى الكشف عن أسرار الماضي الغامض لزيجات والده السابقة، تشمل امرأتين أخريين باستثناء والدته. الأولى منهما لم يكشف عن اسمها، لكن الثانية هي خالته فعلًا، أخت أمه. ومن خلال ذلك يشكّل نظرة جديدة على ماضي العائلة المليء بدسائس الأب واحتياله وعنفه في أجواء بوليسية وأخرى فلسفية؛ تتوالى مشاهد وأحداث الرواية ما بين التشويق وكشف الحقائق .