في فوضى الاحاسيس ستيفان زفايغ يقدم تصوير دقيق للحظة إنسانية مربكة، كمعظم كتاباته، في هذه الرواية المكثفة الفوضوية تكثيفًا لتلك اللحظة التي يرى فيها الإنسان حياته بأكملها أمامه ولا يملك أدوات السيطرة على ما فاته ولا ما سيأتي.
صدرت الرواية بترجمة ميساء العرفاوي عن دار مسكيلياني للنشر والتوزيع ضمن مجموعة روايات مترجمة مميزة.
تعتبر فوضى الأحاسيس من أجمل وأكمل ما كتب زفايغ.
ماذا ستفعل في اللحظة المفصلية التي ترى فيها شريط حياتك كله؟ وفين ستفكر وقد استوى تاريخك الشخصي مجموعة من الصور تحدد سيرتك الرسمية؟ ربما ستقول: هذه حياة شخص آخر لا يُشبهني.
يُربك اسمك وملامحك القديمة. تُربك الإشارات إذ تؤكد أنك عشت كل هذا. وفي المسافة الفاصلة بين ما كان وما أمكن له أن يكون، في تلك الثانية التي يشتغل فيها عقلك وذاكرتك بسرعة رهيبة، تنتفض حواسك وتتداخل مشاعرك، وكمن يُشاهد فيلم حياته ويعرف أنه ليس باستطاعته تغيير أي تفصيل من تفاصيله، تتجه إلى الشاشة وترجع منها بقبضة مهشمة سيكفيك الدم المتقاطر منها لكتابة قصتك الحقيقية.
هنا ينتقم الهامش من المركز. وهنا، تمارس الأحاسيس فوضاها الجميلة: فوضى زفايغ وشخصياته، وفوضى القارئ وهو يتتبع مسارها بحذر. هذه ليست رواية بل حقل ألغام.