هي القصة التي كانت حاضرة في طفولة أفونسو كروش، الكاتب البرتغالي الذي صدرت له أعمال عدة عن دار ميسكلياني للنشر. إنها حكاية الجدّة التي احتفظت برسام في منزلها خشية عليه من العيون التي تترصده، حيث يشير أفونسو إلى أننا جميعاً حين ننظر في حياة أجدادنا نجد قصصاً تفتح الباب على قصص. إنها قصة الرسام جوزيف سورس، الرسام المفتون بالدائرة؛ ذلك أن الدائرة هي أول شيء يرسمه المرء. إنها أكثر الأشكال طبيعية، وهي قادرة على احتواء كل شيء، بل هي رحم الأشكال كافة.تبدأ الحكاية بولادة جوزيف في بيت لعقيد متقاعد من الجيش، بين أبٍ يعمل ككبير للخدم، وأم تساعده في الكيّ. وعلى الفور ازدادت حظوظه في أن يتبناه العقيد بجانب ولده ويلهلم جامعاً بينهما على طاولة معلم واحد. وُلد سورس طفلاً جميلاً، قوياً كمياه البحر، معافىً كمياه المطر، وبعين يسرى شبيهة بقمرٍ متناقص، تشير إلى أنه سيصير فناناً. وإنه لأمر محزن؛ إنها التعاسة أن تُولد كفنان؛ لأنك حين تنظر إلى العالم سوف تنظر إليه وكأنك تراه للمرة الأولى في كل مرة، فهل قُذف سورس عالياً في الفراغ ولم يلتقطه أحد؟