تجري أحداث هذه الرواية بعد عشر سنوات من ثورة الفلاحين التي شهدتها منطقة «ألينتيخو» بالبرتغال سنة 1974، من أجل تحسين حياة العمال الزراعيين وصغار الفلاحين. ومع ذلك لم يتغير أي شيء، فقد ظل الفقر سائدا عاما، ودفع الفتاة الشابة «روزا» إلى أن تصبح خادمة، ولكن هذا لا يعني أن هذه الرواية تندرج ضمن الروايات الواقعية الجديدة، فهي تختلف عنها كل الاختلاف. إنها معرض لشخصيات تخوض غمار مواقف هزلية صاخبة، وتنهض من صلب المأساة. في هذا الكتاب المربك المحيّر، يقدم لنا أفونسو كروش عملا تخييليا يسمو على الواقع، ويجعل من السخرية أسلوبا جمالًا لكثير من المساءلات، إذ ينتصب الأستاذ «بورخا» منافسا لفيلسوف المتعة «ديوجين ديناندا»، ويغدو فانوس «آري» الراعي شبيها بفانوس «ديوجين» المتشائم الساخر.
إننا إزاء رواية تؤالف بين البهجة والشجن، رواية لا تتوقف عن إضحاكنا كلما توغلنا فيها، فإذا فرغنا من الضحك لم ننتبه إلى أنفسنا ونحن نبكي.