كتاب : لاعب الشطرنج
الكاتب : ستيفان زفايغ .
قبل انتحاره بخمسة أسابيع كتب ستيفان زفايغ لصديقه هرمان كيستن، رسالة يتحدث فيها عن روايته الأخيرة “royal game/chess story” والتي تم ترجمتها إلى “لاعب الشطرنج” فقال: “ليس هناك شيء مهم أقوله عن نفسي، كتبت قصة قصيرة حسب أنموذجي المفضّل البائس، وهي أطول من أن تُنشر في صحيفة أو مجلة، وأقصر من أن يضمّها كتاب، وأشد غموضا من أن يفهمها جمهور القراء العريض، وأشد غرابة من موضوعها في حد ذاته"
لكن الروائي المنتحر قد أخفق في ظنونه، فقد صُنفت روايته التي لم يبلغ عدد صفحاتها ثمانين صفحة تحت ما يسمى بأدب الحرب، ولأن روايته حملت استمراريتها في جوفها، ليس فقط بسبب بساطتها ولا وفق ما تحمله من رمزيات واضحة ربطت بين حروب من بيادق وقلاع وفرسان خشبية بالحروب الحقيقية التي تزلزل العالم منذ قرن بقنابلها الحارقة وصواريخها المدمرة، بل أيضا بسبب ما حملته من رمزيات شديدة العمق، ينزلق القارئ فوق أرض معانيها المنحدرة إلى أشد مشاعر الإنسان خصوصية وغرابة
وما زالت رواية لعبة الشطرنج تُعتبر من أنضج الروايات في الأدب الأوروبي، والتي وضعت الإنسان الحديث مباشرة ودون أي تلكؤ أو سخرية متعالية أمام حقيقته، فجعلته يواجه نفسه وحيدا في غرفة مظلمة، ثم سحبته من جحيم الوحدة إلى قسوة العقل الانساني الحديث، لترسم الرواية أشد المواجهات النفسية والوجودية قسوة في عالمنا المعاصر: مواجهة بين الحياة والعقل، بين الوجود والمنطق، وصدام حاد بين الشعور ومخ الإنسان.